Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
زهور
زهور
Publicité
Archives
15 novembre 2005

الذكرى50 للإستقلال: الرياضة واجهة نضالية ضد سلطات الحماية


(15/11/2005)

في الوقت الذي كان فيه المجاهدون في الجبال والصحراء والسهول يقومون بواجبهم المقدس لمقاومة سلطات الاحتلال, نقل الرياضيون تلك المعارك الباسلة للشعب المغربي إلى الملاعب والحلبات والقاعات, وكان كل انتصار رياضي مغربي يتحول إلى انتصار سياسي.

و م ع

لقد انخرط الرياضيون بصورة فاعلة ومؤثرة في الكفاح الجماهيري ضد سلطات الحماية, وجعلوا من الرياضة, ولاسيما كرة القدم اللعبة ذات الشعبية الجارفة, واجهة نضالية لمقاومة هذه السلطات ووسيلة فعالة لتأطير مختلف شرائح المجتمع وخاصة الشباب, وهم الذين وقفوا صفا واحدا ضد كل المحاولات الإستعمارية ورفضوا كل العروض والإغراءات. ولاغرو أن يكون للرياضة المغربية هي الأخرى رصيدها من الشهداء والسجناء, بحيث أن مقاومة الرياضيين للمستعمر لم تكن أقل ضراوة من مقاومة الجنود والمقاومين وأعضاء جيش التحرير.

فكثيرون هم أولئك الرياضيون الذين استشهدوا أو أعدموا أو زج بهم في سجون المستعمر ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الهاشمي القسطالي والهاشمي القدميري (الملقب بالهاشمي سويس) الذي قام بأعمال فدائية واستشهد بعد مقاومة بطولية فوق سطح منزل عائلته في حي الجزاء بالرباط. ومن الرياضيين الذين صدرت في حقهم أحكام بالإعدام أو بالسجن المؤبد العربي الشاوي الذي نفذ فيه حكم الإعدام يوم عيد المولد ومسيرين ولاعبين آخرين ومنهم على الخصوص لاعبين إثنين ومسيرين إثنين من مولودية مراكش وجهت إليهم تهمة تفجير قنابل في سكة القطار الذي كان سيمتطيه بن عرفة أو الدراجين محمد حبيبي وعبد الكريم بوشير وأحمد الفيلالي وأحمد الراشدي رئيس منظمة "اليد السوداء" ومحمد صدقي مؤسس فريق الكفاح الرياضي بالدار البيضاء وعبد الله الجداوي رئيس "الهلال الأسود" ومحمد المديوني حارس نادي الشعب.

ولم يفلت من بطش سلطات المستعمر حتى القياديين الرياضيين ومنهم رئيس العصبة الحرة عبد السلام بناني الذي انخرط في المقاومة السرية وأصدرت المحكمة العسكرية الفرنسية بالرباط عام1955 في حقه حكما بالسجن عشرين سنة ناهيك عن العشرات من أفواج الرياضيين الذين دخلوا السجون. لقد سعى المستعمر بشكل حثيث إلى تضييق الخناق على المغاربة لدرجة منعهم من تأسيس أندية رياضية, بل الأكثر من ذلك, أن ممارسة بعض الأنواع الرياضية المتأصلة في المجتمع المغربي كانت محرمة على المغاربة كالمصارعة والمبارزة والرماية بدعوى أنها رياضات حربية.

وبعد كفاح مرير سمحت سلطات الحماية بتأسيس أول تنظيم رياضي مغربي عام1932 ألا وهو الإتحاد الرياضي للرباط وسلا من طرف نخبة مثقفة من بينها محمد بلكناوي وأحمد بنغبريط علما بأن أول نادي أسسه الفرنسيون كان هو الإتحاد الرياضي المغربي الذي يعود إلى سنة1913 . وبمبادرة من مجموعة من الوطنيين من بينهم محمد بلحسن العفاني الذي اشتهر بلقب "الأب جيكو" اللاعب والمدرب المثقف الذي كان يتقن خمس لغات وأول صحفي رياضي مغربي يكتب بالفرنسية والحاج محمد بنجلون وكلاهما من رموز الرياضة المغربية رأى نادي الوداد البيضاوي النور عام1937 بتأسيس فرع السباحة ثم تلاه فرع كرة القدم الذي سطع نجم فريقه على أكثر من مستوى وكانت له جماهير عريضة في المغرب كله بل حتى في الجزائر وتونس.

وكان فريق الوداد لكرة القدم بكل المقاييس رمز الوطنية وشكل الحصان الأسود لفرق المستعمر التي كان يكتسحها سواء في المغرب أو الجزائر أو تونس وتوج مرات عدة ببطولة المغرب وبطولة وكأس شمال إفريقيا. وكان جلالة المغفور له الحسن الثاني, وهو ولي للعهد آنذاك, من أقوى المساندين لفريق الوداد ويحيطه بعطفه ورعايته . وذات يوم حضر لقاء القمة بين فريقي الوداد رمز التضحية والوطنية واليوسم الذي يمثل النخبة الإستعمارية . وخرج الفريق المغربي خاسرا2 -0 في الشوط الأول .وفي فترة الاستراحة التحق مولاي الحسن بمستودع الملابس وخاطب اللاعبين بقوله "هل حقا أنتم مغاربة ". وكان لهذا الكلام وقع في نفوس اللاعبين وألهب حماسهم وشحذ عزيمتهم فتحولوا في الشوط الثاني إلى أسود كاسرة وحولوا خسارتهم إلى نصر مبين3 -2 ".

وإلى جانب الإتحاد الرياضي للرباط والوداد تعزز المشهد الرياضي المغربي بظهور فرق أخرى ساهمت بدورها في حمل مشعل النضال كالنجاح والمغرب الفاسيين والفتح الرباطي والمولودية الوجدية ...ألخ. وتمادى المستعمر في تضييق الخناق على الفرق المغربية ففرض عليها جملة من القيود منها إشراك خمسة لاعبين أروبيين منهم ثلاثة فرنسيين ليتقلص العدد فيما بعد إلى ثلاثة ومنعها من تكوين فرق في الفئات الصغرى بل وحرمها حتى من حقها في الملاعب للتدريب أوخوض المباريات على أرضيتها وهو الأمر الذي حذا بجلالة المغفور له محمد الخامس إلى إنشاء ملعب في قلب تواركة (حلبة المشور للفروسية حاليا) لاستضافة بعض مباريات البطولة كما جاء على لسان السيد محمد بن عبد الكريم المغراوي أحد قدماء اللاعبين والمسيرين.

Publicité
Publicité
Commentaires
Publicité